الجمعة ذو الحجة 1441هـ

الموافق 31 يوليو 2020 م

 

الحمد لله أوجد الكائنات فأبدعها صُنعاً، وأحكمها خلقاً، وهدى عباده النجدين، فأسعد فريقاً وفريقاً أشقى، نحمده سبحانه ونشكره، ونثنى عليه بما هو أهله، لم يزل للشكر مستحقاً، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعبداً ورقاً، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله، هو الأخشى لربه والأتقى، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأزواجه وأصحابه المقدّمين فضلاً وسبقاً، والتابعين ومن تبعهم بإحسان، ومن نصر دين الله حقاً، وسلم تسليماً كثيراً.

أمّا بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله،  والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

معاشر المسلمين:  لقد شرع ديننا الإسلامي الحنيف، الأعياد والمناسبات، ومنها عيد الأضحى المبارك، الذي يحل اليوم على أمة الإسلام، ليفرح الناس وتسعد المجتمعات، وجعله نقطة انطلاق لإصلاح العلاقات بينهم بالتسامح والتصالح، والعفو ولين الجانب، والتزاور وصلة الأرحام والأقارب والأصدقاء والجيران، وهو فرصة للتبسم وطلاقة الوجه، رغم أن هذه الدنيا لا تنتهي مشاكلها، ولا تتوقف ابتلاءاتها ومع ذلك يأمرنا الإسلام أن نفرح وندخل السرور على من حولنا .. فالحياة لا تحتاج منا إلى اليأس والحزن والقنوط مهما كانت مشاكلها وفتنها ولكنها تحتاج إلى العمل والصبر والبذل والتفاؤل وراحة النفس وطمأنينة القلب وانشراح الصدر، فقد عاش نبينا محمد صلى الله عليه وسلم سعيداً بشوشاً وهو ينام على الحصير، ويأكل الخبز والشعير، ويركب البغل والبعير، ويواجه مشاكل الدنيا ومكر الأعداء، ومع ذلك كان مبتسماً بشوشاً متفائلاً يصنع من المحنة منحة، ومن الحزن سعادة ومن اليأس والقنوط الأمل والتفاؤل والفرح والسرور.

فعن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه قال: (ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم). وقال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّكُمْ لا تَسَعُونَ النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَسَعُهُمْ مِنْكُمْ بَسْطُ الْوَجْهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ) بل لم تنطفئ هذه الابتسامة عن محياه الشريف، وثغره الطاهر حتى في آخر لحظات حياته، وهو يودع الدنيا صلى الله عليه وسلم، يقول أنس بن مالك رضي الله عنه في وصف حال النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بسويعات، (بَيْنَمَا المُسْلِمُونَ في صَلاَةِ الفَجْرِ مِنْ يَوْمِ الاثْنَيْنِ وأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِهِمْ، لَمْ يَفْجَأْهُمْ إلَّا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَدْ كَشَفَ سِتْرَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ رضي الله عنها، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ صُفُوفٌ فِي الصَّلَاةِ، فَتَبَسَّمَ، يَضْحَكُ، صلوات ربي وسلامه عليه) لذلك عباد الله ابتسموا وافرحوا للحياة ولمن حولكم رغم ما يحدث في أمة الإسلام وبين أبنائها من مآسي وصراعات وحروب وسفك للدماء ووباء متفشي بين الناس. رغم ما قد يعانيه الفرد من وباء ومرض أو فقر وضيق، فهذه سنة الله يبتلي بها العباد حتى يعودوا إليه ويستقيموا على طاعته.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله،  والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد..

أيها المؤمنون: ابتسموا واصنعوا السعادة لأنفسكم ولمن حولكم وأكسبوا الأجر والثواب من عبادة لا تكلفكم شيئاً، قال صلى الله عليه وسلم: (تَبَسُّمُكَ في وجْهِ أخِيك لكَ صدَقةٌ، وأمرُك بالمعروفِ ونهيُك عن المنكرِ صدقةٌ، وإِرْشادُك الرجلَ في أرضِ الضَّلالِ لكَ صدَقةٌ، وإماطَتُك الحجرَ والشَّوْكَ والعظْمَ عن الطَّريقِ لكَ صدَقةٌ، وإِفراغُك من دَلْوِك في دَلْوِ أخِيكَ لكَ صدَقةٌ)… فما أكثر ما فرطنا في هذه العبادة، وما أكثر ما بخلنا في هذه الصدقة، فهي السحر الحلال، وهي إعلان الإخاء وعربون الصفاء، ورسالة الود وخطاب المحبة،  تقع على صخرة الحقد فتذيبها،

وتسقط على ركام العداوة فتزيلها، وتقطع حبل البغضاء، وتطرد وساوس الشحناء، وتغسل أدران الضغينة، وتمسح جراح القطيعة .. فكيف ونحن في يوم عيد ونحتاج فيه إلى أن ندخل الفرح والسرور إلى بيوتنا ومجتمعاتنا وأوطاننا بعمل صالح، وأخوة وتآلف، وتراحم فيما بيننا، وعفو وتسامح وتعاون وخضوع للحق ورجوع عن الخطأ وتفاؤل بالمستقبل فما بعد العسر إلا يسراً وما بعد الشدة إلا فرجاً وما بعد الضيق إلا سعة ومخرجاً وأن بعد الليل فجر ساطع ولربما تحولت المحن والشدائد إلى منح وعطايا يتفضل بها الله على عباده .

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله،  والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد..

أيها المسلمون: ما أحوج الناس في العيد وفي غيره، إلى تبسم الابن والبنت في وجه أبيهما وأمهما،  والأخ في وجه أخيه، والجار في وجه جاره، والصديق في وجه صديقه، في زمن طغت فيه المادة، وقلت فيه الألفة،  وكثرت فيه الصراعات، وما أحوجنا إلى تبسم الرجل في وجه زوجته، والزوجة في وجه زوجها في زمن كثرت فيه المشاكل الاجتماعية، فلا ترى إلا عبوس الوجه، وتقطيب الجبين، وكأنك في حلبة صراع من أجل البقاء، وما أحوجنا إلى تلك الابتسامة من مدير في وجه موظفيه فيكسب قلوبهم ويرفع من عزائمهم بعيداً عن العنجهية والتسلط والكبرياء، ما أحوجنا إلى الابتسامة الصادقة من ذلك المسئول في وجه من يقوم برعايتهم وخدمتهم من غير ما خداع أو كذب أو تزوير، أو وعيد أو تهديد فتحبه قلوبهم وتلهج بالثناء الحسن والدعاء له ألسنتهم . و ما أحوجنا إلى الابتسامة من ذلك التاجر فيكسب القلوب، وتحل عليه البركة، ويكثر رزقه، وتدركه رحمة ربه، فقد صح من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة، حيث قال:(رحم الله عبداً سمحاً إذا باع، سمحاً إذا اشترى، سمحاً إذا قضى، سمحاً إذا اقتضى) وفى رواية بشره بالمغفرة حيث يقول صلى الله عليه وسلم: (غفر الله لرجل ممن كان قبلكم كان سهلاً إذا باع، سهلاً إذا اشترى، سهلاً إذا اقتضى) إن اللين والتسامح وطيب النفس وطلاقة الوجه من الصفات الحميدة، وقد وصف الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم بهذ الصفات وجعلها سبباً لجمع القلوب وحبها له قال تعالى: ‏ (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله،  والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد..

ابتسموا رحمكم الله وأدخلوا الفرح والسرور على من حولكم بمعروف تقدموه بين يدي الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أفضلِ الأعمالِ إدخالُ السرورِ على المؤمنِ، تَقْضِي عنه دَيْناً، وتقضي له حاجةً، وتُنفِّسُ له كُربةً). ويقول صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) والرحمة لا تنزع إلا من شقي، قال صلى الله عليه وسلم: (لاَ تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلاَّ مِنْ شَقِىٍّ) فكونوا من الرحماء الذين تشملهم رحمة الله، ومارسوا هذا الخلق في واقع الحياة مع من حولكم مع الإنسان والحيوان والطير، وانبذوا العنف والقسوة والشدة والغلظة، ولينوا قلوبكم بذكر الله ومراقبته، وبالمحافظة على العبادات، واجتناب المعاصي والمحرمات، واعلموا أنكم غداً بين يدي الله موقوفون، وعلى أعمالكم محاسبون، وحافظوا على أخوتكم ومجتمعكم ووطنكم واجعلوا بأسكم على عدو الله وعدوكم…وهنيئاً لكم بالعيد أيها المسلمون، وأدام الله عليكم أيام الفرح والسرور، وسقاكم سلسبيل الحب والإخاء، ولا أراكم في يوم عيدكم مكروهاً، وجعل سائر أيامكم عبادة وطاعة لله، وكشف عنا وعن بلادنا وبلاد المسلمين وبلاد العالم أجمعين البلاء والوباء إنه على كل شيء قدير.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله،  والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد..

نفعني الله وإيّاكم بالقرآن العظيم، وبهديِ سيد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيمَ الجليل لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلّ ذنبٍ فاستغفروه، إنّه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله معيد الجُمَع والأعياد، ومبيد الأمم والأجناد، وجامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند ولا مضاد، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله المفضل على جميع العباد، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم التناد، وسلم تسليماً كثيراً.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

أما بعد فيا أيها المسلمون: قد يتساءل متسائل كيف لنا أن نفرح ونسعد بالعيد ؟ والبلايا تحيط بنا من كل جانب، فأوبئة مميتة قاتلة، وطواعين مهلكة فاتكة، ومِحَن ورزايَا، وفتن وبلايا، ومصائب بالأمة يتلو بعضُها بعضاً، وكلما تجرَّع المسلمون كؤوس بليةٍ، انبعثت لهم أخرى. هل بعد هذه الأحزان من أفراح؟ والجواب يتلخص في نقاط عدة؛ بعد الأخذ بالأسباب والالتزام بالإجراءات الوقائية، فمن ذلك: أولاً: أن المؤمن يعتقد اعتقاداً جازماً بأنه لن يصيبه الوباء، ولن يصل إليه البلاء؛ إلا إذا  كتبه الله عليه وقدره؛ قال سبحانه: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) وقال صلى الله عليه وسلم معلماً هذه العقيدة لابن عمه عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما وهو تعليم للأمة بأسرها، حيث قال له: (واعلمْ أنَّ ما أصابكَ لم يكن ليُخطِئَكَ وما أخطأكَ لم يكنْ ليصيبكَ). ثانياً: أن المؤمن الحق يرضى بأقدار الله تعالى؛ فيشكره على الأقدر الجميلة، ويصطبر على الأقدار المؤلمة؛ ففي كل ذلك خير له.. ثالثاً: أن الأوبئة والشرور مهما استفحلت؛ فإنها ستزول ويعقبها الفرج والأنس والسرور؛ فالمؤمن لا يفسد فرحه وباء، ولا يمنعه من سعادته بلاء، ولله در الشاعر حيث قال:

وَلَرُبَّ نازِلَةٍ يَضيقُ لَها الفَتى

ذَرعاً وَعِندَ اللَهِ مِنها المَخرَجُ

ضاقَت فَلَمّا اِستَحكَمَت حَلَقاتُها

فُرِجَت وَكُنتُ أَظُنُّها لا تُفرَجُ

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.

رابعاً: أن الحياة الدنيا دار ابتلاء وتمحيص واختبار؛ فتارة يبتلي الله عباده بالخير وتارة يبتليهم بالشر، يقول تعالى: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) ومن أيقن بأن هذا حال الدنيا عاش لحظات الفرح بالأنس والسرور والحبور، وعاش ساعات الحزن بالصبر والتحمل والرضا؛ فنال الأجور.

فيا أيها المسلم لا تحزن إذا حل بساحتك البلاء ولا تقنط إذا طال حولك الوباء وثق برب الأرض والسماء، واعمل بما تستطيع من الأسباب الشرعية والصحية، ودع ما سوى ذلك على الحفيظ الكريم…

إن الواجب على العاقل: أن لا ينساق مع الإشاعات الكاذبة التي تنشر الخوف والهلع والفزع في نفوس الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وليس له أن يعين على ترويجها أيضاً، فيرسلها إلى غيره، فترويج

الأقاويل المرسلة التي لا أصل لها، إنما تحدث بين الناس رعباً وخوفاً وهلعاً وفزعاً،

لا أساس له ولا مسوغ له. ومن تعرض لذلك فليتذكر يقينه بربه، وحسن توكله عليه.

عباد الله: ومما ينبغي التنبيه والحث عليه في هذا اليوم المبارك: صلة الوالدين والأهل والإخوان والأصدقاء والأرحام وتفقد أحوالهم ومشاركتهم فرحتهم، فإن من وصلهم وصله الله، ومن قطع رحمه قطعه الله؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: (مَن سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، وأَنْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) وقال: (لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ).

مع أهمية التقيد والأخذ بالأسباب الوقائية والاحترازية التي تصدرها الجهات المختصة، مع الالتزام بتطبيق التباعد الاجتماعي حفاظاً على سلامة وصحة الجميع، والتواصل مع الأهل والأصدقاء عبر رسائل الهاتف والنت ووسائل التواصل الاجتماعي والالتزام بالبقاء في البيوت وعدم الخروج إلا للضرورة.

وعلينا عباد الله أن نحمي أنفسنا من الأوبئة والأمراض والمخاوف، بالتوبة النصوح والدعاء والتضرع والاستغفار وصنائع المعروف؛ تقي مصارع السوء.

نسأل الله تعالى في هذا العيد المبارك، أن يرفع ويدفع عنا البَلاءَ والوَباءَ والغلاء والرِّبا والفواحش والزَّلازلَ والمِحَنَ والفتن وسَيءَ الأسقَامِ والأمراضِ ما ظهرَ منها وما بطنَ عن بلدِنا هذا خاصةً وعن سَائرِ بلادِ المسلمينَ والعالم عامةً يا ربَّ العالمينَ.

اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم اجعل كلمتك هي العليا إلى يوم الدين، اللهم آمِنَّا في وطننا وفي خليجنا، اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللهم وفق ولاة أمورنا وفق ملكنا حمد بن عيسى، ورئيس وزرائه خليفة بن سلمان، وولي عهده سلمان بن حمد، وفقهم لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى وهيئ لهم البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين..

اللهم وفِّق المسئولين والعاملينَ والمتطوعين في فريق البحرين الوطني في القطاع الصحي والطبي والعسكري والأمني والإعلامي والتطوعي،  وأَعِنْهم وانفع بهم، وبارك في جهودهم، وأحفظهم من كل سوء ومكروه، وأحفظ بلادنا وبلاد المسلمين والعالم أجمع من الأوبئة وسيئ الأسقام، ومّن بالشفاء والعافية على المصابين بهذا الوباء، وارحم المتوفين به، وعجل بانتهائه في القريب العاجل برحمتك وفضلك وجودك يا أرحم الراحمين.. اللهم انصر عبادك المستضعفين في كل مكان، اللهم أنقذ المسجد الأقصى من عدوان المعتدين، ومن احتلال الغاصبين، اللهم اجعله شامخاً عزيزاً إلى يوم الدين.

اللهم اغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، ونفس كروبنا، وعاف مبتلانا، واشف مرضانا، وارحم الله موتانا برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم صل وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين…

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ  وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)

   خطبة جامع الفاتح الإسلامي – عدنان بن عبد الله القطان – مملكة البحرين